/ بقلم عادل النجار
في عام 1883 عثر العاملون على ترميم أحد المنازل بمدينة بطليوس الإسبانية على شاهد قبر يعود إلى مؤسس مملكة طائفة بطليوس ، الحاجب سابور الذي توفي عام 1022 ، وقد نقش عليه
" بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا قبر سابور الحاجب رحمه الله وتوفي ليلة الخميس لعشر ليال خلون من شعبان من سنة ثلاث عشر وأربع مائة وكان يشهد أن لا إله إلا الله "
فمن هو سابورالصقلبي ؟ ولم نسب إسمه إلى المنصور بن أبي عامر ؟ وكيف وصل الى سدة الحكم في منطقة جنوب غرب الأندلس ؟في عهد الحكم المستنصر بالله، تعاظم دور الصقالبة في القصر، واشتهر منهم زعيمهم «فائق» و«جؤذر» الخصيين اللذين كانا يحكمان على ألف مملوك من الصقالبة ممن يعملون بالقصور وخاصة قصور الحريم. وبلغ علو شأنهم أنهم مع موت الحكم حاولوا تنصيب مرشحهم الخاص المغيرة بن عبد الرحمن الناصر بديلاً عن ولي عهد الحكم ابنه هشام المؤيد بالله، لولا معارضة الحاجب جعفر بن عثمان المصحفي ومحمد بن أبي عامر لهذا المشروع وتثبيتهم لحكم الخليفة هشام المؤيد بالله ، وانتهت سطوتهم بحد السيف على يد المنصور بن أبي عامر.
كان سابور من خيرة فتيان المنصور بن أبي عامر ، وكان تحت إشراف فائق رئيس الصقالبة في بلاط الحكم بقرطبه والخادم الخاض به .وهو من الفتيان الصقالبة الذين أستمالهم ابن ابي عامر اليه لتقوية سلطته داخل القصر ، ولذلك سمي سابور العامري ، أسند إليه امارة بطليوس في عهد الخليفة الأندلسي ، الحكم بن عبد الرحمن " المستنصر " .
يعتقد أن المنصور بن أبي عامر هو من أوحى إلى الخليفة عن طريق علاقته الوثيقة بالسيدة صبح البشكنسية أم ولد الحكم أن يسند حكم بطليوس الى سابور.
ومع حدوث الفتنة وإنهيار الدولة الأموية في قرطبة عام ؟ ميلادي ، أعلن ولاة الأقاليم إستقلالهم ، وكان سابور العامري أحد هؤلاء القادة الذين انفصلوا عن قرطبة ، ليعلن عام 1013 إستقلال مملكة بطليوس وقد تمكن خلال فترة حكمه ، السيطرة على عدد من المدن الكبري جهة جنوب غرب الاندلس . وتلقب بالحاجب مستظهرا قوته وعظمته . ( يذكر أن بلدية بطليوس قامت في عام 2013 بالإحتفال بألفية تأسيس مملكة بطليوس . )
إستعان سابور في حكم بطليوس بأبي محمد بن عبدالله بن مسلمة الملقب بابن الأفطس ، وكان من أهل السياسة والدهاء ، وهي الصفات التي كان يفتقدها سابور ، فعلى الرغم من أن ابن مسلمة ينتمي إلى فرع متواضع من قبيلة مكناسة البربرية إلا أنه كان من أهل الحزم والسياسة .
عند وفاته ، أوصى سابور بالحكم لولديه عبد العزيز وعبد الملك ، وجعل وزيره ابن الأفطس وصيا عليهما إلا أن ابن افطس بعد وفاة سابور ، انفرد بالحكم لنفسه حيث أستطاع السيطرة على الدولة دون ولديه اللذان هربا الى أشبونه ، حيث استقل بها عبد العزيز عن مملكة بطليوس ، ثم خلفه بعد وفاته أخوه عبد الملك الذي فشل في تسيير الامور ، فتواصل أهل أشبونه مع ابن الأفطس الذي أرسل جيشا اليها وانتزع الحكم من ابن سابور الذي طلب الامان له ولاهله ، فأعطاه ابن الأفطس ما أراد .
المصادر :
تاريخ بطليوس الإسلامية و غرب الأندلس في العصر الإسلامي
الصقالبة ودورهم السياسى والثقافى فى الأندلس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق