الأحد، 27 أكتوبر 2013

إسبانيا تحتفل بمرور ألف عام على إنشاء دولة بطليوس العربية

 الأحد - 23 ذو الحجة 1434 هـ - 27 أكتوبر 2013 م ـمدريد: صبيح صادق جريدة الشرق الأوسط


محاضرات حول تاريخها مع «ألف عام من الكتب» تعكس الثقافة والموسيقى الأندلسية

بدأت في مدينة باداخوث، بالعربية بطليوس، غرب إسبانيا، الاحتفالات بمرور ألف عام على إنشاء مملكة بطليوس العربية، وخلال هذه الفترة سيتم تقديم الكثير من الفعاليات الثقافية لإحياء هذه المناسبة، ومنها فعاليات موسيقية وسينمائية ومعارض وزيارات إلى القصبة العربية، وافتتاح معرض عن النقوش العربية التي تعود إلى القرنين الـ11 والـ12 الميلاديين.

وتشارك في الاحتفالات أيضا الحكومة المحلية في إقليم اكستريمادورا، غرب إسبانيا. وقام رئيس بلدية باداخوث، فرانثيسكو خابيير براغوسا، بافتتاح الاحتفالات وبتقديم البرنامج لهذا الموسم والذي تضمن نشاطات وفعاليات ثقافية متعددة تستمر حتى شهر سبتمبر (أيلول) 2014، وقالت المستشارة الثقافية في الحكومة المحلية، ترينيداد نوغاليس، بمناسبة افتتاحها معرض النقوش العربية في المتحف الأركيولوجي إن «هذا المعرض بالإضافة إلى أنه يهدف إلى إحياء التراث التاريخي المهم لمملكة بطليوس، فإنه يعرض الوجه الثقافي لمدينة باداخوث»، وأضافت «قبل ألف عام كانت مدينة بطليوس عاصمة مملكة شاسعة تضم الكثير من المدن المهمة مثل لشبونة حتى المحيط الأطلسي وامتدت حدودها حتى إشبيلية جنوبا وطليطلة شرقا، وتحولت إلى واحدة من أهم ممالك الأندلس، لوسع مساحتها ونبوغها الثقافي».

ومن ضمن النشاطات المقررة أيضا افتتاح معرض بعنوان «مملكة بطليوس.. ألف عام من الكتب» ويضم نماذج للكتب المؤلفة عن المملكة والثقافة الأندلسية، ومحاضرات حول تاريخها، وعرضا للموسيقى الأندلسية وكذا الموسيقى المسيحية القديمة إبان ازدهار الحضارة العربية الإسلامية، وتقديم أعمال مسرحية عن تاريخ المدينة.

معلوم أن مملكة بطليوس العربية الأندلسية، نشأت بعد انفراط الخلافة في الأندلس ونشوء دول الطوائف، وذلك عندما أعلن سابور العامري استقلاله بعد اندلاع الفتنة، ومن ثم انتقلت السلطة بعد وفاته إلى ابن الأفطس، وقد استطاع بنو الأفطس إنشاء دولة قوية ومزدهرة، وبرز فيها علماء وأدباء أندلسيون مشهورون، ولعل أبرز الآثار العربية في بطليوس هي القصبة الأندلسية، المعروفة بقوتها ومناعتها.

وقد تعرضت بطليوس لضغوط كبيرة من قبل الجيوش البرتغالية والإسبانية، حتى إن البرتغاليين استطاعوا عام 556هـ (1161م) من احتلالها، ولكن سرعان ما استعادها المسلمون منهم، ثم سقطت نهائيا بعد ذلك بيد الإسبان عندما دخل جيش ألفونسو التاسع ملك ليون المدينة عام 626هـ (1227 م) لينهي بذلك الحكم العربي تماما فيها.