الثلاثاء، 9 أكتوبر 2018

بطليوس تحتفل بتاريخها الإسلامي ومشاركة كبيرة من اهل المدينة وضواحيها

 بطليوس ، 2 أكتوبر 2018 – القائم على الموقع 


 عمدة بطليوس ، وعمدة مدينة يابرة البرتغالية ELVAS  التي كانت ضمن إمارة بني الأفطس  ، وأيضا عمدة قرية مروان  MARVAO  ، وإمام مسجد بطليوس أمام خيمة الجمعية الإسلامية في بطليوس

إحتفلت بلدية مدينة بطليوس بذكرى تأسيس المدينة الإسلامي من خلال حفلات المؤسسة ALMOSSASA    التي تقام كل عام في نهاية شهر سبتمبر . ( هذا العام تم تنظيمها أيام 28 و 29 و 30 سبتمبر 2018 )

يسبق الإحتفالات دورة محاضرات إسبوعية حول تاريخ المدينة الإسلامي و قصبتها الشهيرة ALCAZABA DE BADAJOZ  ( بدأت يوم 24 الى 28 سبتمبر ) . وقد تم إعلان هذه الإحتفالات ذات طابع إقليمي وإهتمام سياحي.


من أشهر نشاطات " المؤسسة " ، السوق العربي المكون من ما يقارب من 150 خيمة منوعة بما يجذب إهتمام الزائر الإسباني ، منها الأطعمة و الحلويات العربية ، و لوحات النقش الأندلسي الفني ، والملابس و غيرها .

من هذه الخيم المفتوحة أمام الزائرين ، خيمة الجمعية الإسلامية في بطليوس التي إستقبلت في يومها الأول زيارة عمدة بطليوس ، وعمدة مدينة يابرة البرتغالية ELVAS  التي كانت ضمن إمارة بني الأفطس  ، وأيضا عمدة قرية مروان MARVAO التي كانت يوما معقلا لمؤسس بطليوس عبد الرحمن بن مروان .

قرية مروان البرتغالية ستقوم أيضا بهذه الإحتفالات أيام  5 و 6 و7 أكتوبر .

الاثنين، 8 أكتوبر 2018

ابن عبدون اليابري ، شاعر بني الأفطس

 08 أكتوبر 2018 - موقع بطليوس /  موقع المعرفة 
    

مدينة يابرة البرتغالية تبعد عن مدينة بطليوس 100 كم 

هو أبو محمد عبد المجيد بن عبد اللّه بن عبدون الفهري اليابري، من يابرة EVORA / EBORA , عنى أبوه بتربيته، و طمحت نفسه إلى التلمذة على أعلام العربية من مثل الأعلم الشنتمري المتوفي سنة 476 هجرية و عبد الملك بن سراج المتوفي سنة 486 هجرية و أبي بكر عاصم بن أيوب البطليوسي المتوفي سنة 494 هجرية

كان ابن عبدون عالما بالخبر و الأثر و معاني الحديث و أن الناس أخذوا عنه. و استيقظت ملكته الشعرية مبكرة، فمدح المتوكل عمر بن المظفر أمير بطليوس الذي كان كاتبا شاعرا مع شجاعة و فروسية، و كان مثل أبيه ملاذا لأهل الأدب و الشعر، و كانت إمارته تشمل مدن يابرة و شنترين و أشبونه إلى المحيط. 

 أعجب المتوكل بالشاعر ابن عبدون  و اتّخذه جليسا و رفيقا له في زياراته لمدن إمارته، و أسبغ عليه من الود حللا ضافية، جعلته يلهج بمديحه و يقصر شعره عليه .

بقي الحال على ما عليه بين الأمير المتوكل و الشاعر ابن عبدون الى أن تولى المرابطون حكم الاندلس ، فدخلوا بطليوس و قاتلهم المتوكل ، و قتل هو و ابناه: الفضل و العباس فرثاه ابن عبدون ، ورثى دولته برائية المشهورة. 

 قيل ان ابن عبدون كان يكتب للمتوكل أمير بطليوس ، ومن بعد كتب  للأمير سير بن أبي بكر بن تاشفين الذي ولى إشبيلية بعد استنزال المعتمد منها مدة طويلة، و يذكر له رسالة كتب بها عنه إلى سلطان المرابطين يوسف بن تاشفين بفتح مدينة شنترين، و يقول المراكشي إن ابن عبدون كتب ليوسف بن تاشفين أو لابنه لا يدري و الصحيح أنه إنما كتب لابنه على بعد سير بن أبي بكر، و يؤكد ذلك قول المراكشي في موضع آخر: «لم يزل أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين من أول إمارته يستدعي أعيان الكتاب من جزيرة الأندلس، و صرف عنايته إلى ذلك حتى اجتمع له منهم ما لم يجتمع لملك» ثم يعّددهم و يذكر من بينهم أبا محمد عبد المجيد بن عبدون. و يبدو أنه ظل كاتبا عنده إلى آخر حياته .

 انصرف ابن عبدون إلى يابرة ELVAS لزيارة من له بها، فتوفي فيها سنة 529 للهجرة. و يشيد ابن بسام و الفتح بن خاقان و كل من ترجموا له بأشعاره، و خاصة برائيته التي رثى فيها دولة المتوكل ببطليوس و قد نالت شهرة واسعة مما جعل كثيرين ممن ترجموا له ينشدونها في ترجمته، و عنى بشرحها عبد الملك بن عبد اللّه الشلبي من أدباء القرن السابع الهجري فشرحها. و نشرها مع شرحها دوزي ثم طبعت مع الشرح بالقاهرة، و هو فيها يسوق العبرة بمن ماتوا و اندثروا من عظماء الأمم و حكامها الكبار و دولها الغابرة و حيواناتها الفاتكة و طيورها الجارحة، يقول ابن بسام: «اقتفي فيها أبو محمد أثر فحول القدماء من ضربهم الأمثال في التأبين و الرثاء بالملوك الأعزة و بالوعول الممتنعة في قلل الجبال و الأسود الخادرة في الغياض و بالنسور و العقبان و الحيّات في طول الأعمار» . و هو يستهلها بقوله:

الدّهر يفجع بعد العين بالأثر      فما البكاء على الأشباح و الصّور
أنهاك أنهاك-لا آلوك موعظة-      عن نومة بين ناب اللّيث و الظّفر
ما للّيالي أقال اللّه عثرتنا        من الليالي و خانتها يد الغير
في كل حين لها في كلّ جارحة          منا جراح و إن زاغت عن النّظر
تسرّ بالشيء لكن كي تغرّ به     كالأيم ثار إلى الجاني من الزّهر

  و هو يتحدث عن الدهر و أنه دائما يرسل فواجعه على المحسوس و ما وراء المحسوس، ففيم الحزن على من يموتون، و هم ليسوا إلا أشباحا و صورا، و يقول إنني لا أقصّر في وعظك و نهيك عن الاستنامة إلى الدهر، و هو قد أنشب فيك نابه و ظفره. و يدعو اللّه أن يقيلنا و ينقذنا من عثرات الليالي و أن يسلط عليها الأحداث حتى تنهكها و لا تبقى فيها بقية، إذ في كل حين تصيبنا في عضو منا عزيز علينا بجراح، منها ما نراه، و منها ما يزيغ عن البصر، و إنها إن سرّت بشيء-و هيهات-فلكي تخدعنا به، بل لكي تلسعنا من خلاله اللسعة القاضية، كالأفعى المختبئة في الزهر تلسع يد قاطفه اللسعة السامة المميتة.

و يأخذ في العظة بذكر من أبادتهم الليالي و الأيام من الدول العظيمة منشدا:

كم دولة وليت بالنّصر خدمتها    لم تبق منها-و سل دنياك-من خبر
هوت بدارا و فلّت غرب قاتله    و كان عضبا على الأملاك ذا أثر
و استرجعت من بنى ساسان ما وهبت       و لم تدع لبنى يونان من أثر
و أتبعت أختها طسما و عاد على      عاد و جرهم منها ناقض المرر
و مزّقت سبأ في كل قاصية       فما التقى رائح منهم بمبتكر

و هو يقول: دول كثيرة أتاحت الليالي لها الظفر و الرفعة، ثم عادت فهوت بها من حالق، هوت بدارا ملك الفرس، فقتله الإسكندر المقدوني، و لم تلبث أن هدّت منه، و كان سيفا قاطعا ساطعا فثلّمته و حطمته. و قد استرجعت من بني ساسان ملوك الفرس كل ما وهبتهم من عز و مجد، و لم تدع لليونانيين شعب الإسكندر من أثر كأن لم يكونوا شيئا مذكورا. و بالمثل صنعت بقبيلتي طسم و أختها جديس في اليمامة، و كرّ الدهر على عاد و جرهم نكباته حتى محاهما محوا، و مزقت الليالي سبأ كل ممزق، فتفرق أهلها في الأرض و لم يلتق منهم رائح بغاد مبكر. و يمضي ابن عبدون في الحديث عمن أهلكتهم الليالي من أعاظم العرب في الجاهلية و الإسلام مشيرا معهم إلى كثير من الأحداث في العصر الجاهلي و صدر الإسلام و العصرين الأموي و العباسي مما يدل بوضوح على اتساع ثقافته و كيف يتحول التاريخ إلى شعر و فن، ثم يخاطب المتوكل عمر و آباءه بنى المظفر أمراء بطليوس:

بني المظفّر و الأيام ما برحت    مراحلا و الورى منها على سفر
سحقا ليومكم يوما و لا حملت     بمثله ليلة في مقبل العمر
من للأسرّة أو من للأعنّة أو    من للأسنّة يهديها إلى الثّغر
ويح السماح و ويح البأس لو سلما     و احسرة الدّين و الدنيا على عمر

  و هو يقول لبني المظفر بعد أن عدد لهم ما أبادته الليالي من الدول و العظماء تلك هي الأيام مراحل، و ما أشبه الناس فيها بقوافل راحلة إلى عالم الموت و الفناء، و يقول:

سحقا و بعدا لليوم الذي زالت فيه دولتكم و لا حملت بمثله ليلة تعسة من الليالي. و يبكيهم لعرش بطليوس و خيلها العادية و سيوفها الباترة، و يتوجع للسماح و للشجاعة، و يتحسر على ما خسر الدين من جهاد المتوكل للأعداء و خسرت الدنيا من مجده و أبهة إمارته.

و المرثية تعد من فرائد الشعر الأندلسي، بل الشعر العربي بعامة، و بدون ريب يعدّ ابن عبدون من أفذاذ الشعراء الأندلسيين.
  
ـــ

الأحد، 23 سبتمبر 2018

قصبة مدينة بطليوس من أبرز الآثار الأندلسية

 قناة الجزيرة 13/08/2018 


في منطقة غرب إسبانيا لا تزال قصبة مدينة بطليوس شامخة يصب في المحيط الأطلسي قامت بأدوار متقدمة في تثبيت دعائم الحكم الإسلامي في الأندلس آنذاك لكن إشعاعها الحضاري صدف حقبة ملوك الطوائف في ظل فترة حكم بني الافطس الذين حكموا هذه المدينة 70 عاما من غرائب تاريخ أن دعمهم للعلم والثقافة كان من أسباب سقوط طائفتهم كانت هناك انتقادات كثيرة الملك المظفر الذي عاب عليه أعداؤه ترك السيف والاهتمام بالكتب لم تكن بطليموس بعيدة عن أهم فصول التاريخ التي عاشها الأندلس على مقربة منها وقعت معركة الزلاقة حيث ألحق المرابطين بالجيش ألفونسو السادس ملك قشتالة واليوم وبين أسوارها دسائس القصور التي مهدت لسقوطها عام 1227 ماض تحاول بلدية المدينة تقريره إلى السكان الذين يجهل بعضهم تفاصيل تلك الحقبة التاريخية في الماضي كان هذا الفضاء مجهولا لأنه كان مهملا لكننا منذ سنوات نقوم بمجهودات جبارة لتعريف سكان مدينتنا بتاريخهم والآن نرى أن القصبة وتحولت إلى وسام الاعتزاز بهويتنا هذه القصة التي يصعب العثور على نظير مثلها في القارة الأوروبية تعد أكبر القصبات الإسلامية في أوروبا جميعها وتحتفظ للعديد من الأبراج التي اشتهرت بصلابتها خلال فترة دولة الموحدين يضاف إلى القطع الأثرية المعروضة في متحف القصبة الذي يحتفظ أيضا بشواهد قبور ملوك بني الأفطس بعد سنوات من الإهمال والنسيان تحاول بلدية بطليوس استعادة بريق هذه الحاضرة أيمن الزبير الجزيرة من مدينة بطليوس

رابط التقرير

 https://youtu.be/goiMFnoXLDo