الجمعة، 10 أبريل 2009

بطليوس في زمن ملوك الطوائف " بنو الأفطس "

بنو الأفطس ويعرفون ببني مسلمة: من ملوك الطوائف 1022-1094 م. مقرهم كان مدينة بطليوس بنو الأفطس هم سلالة بربرية مستعربة من مكناس كان مؤسس السلالة عبدالله بن مسلمة من كبار رجالات الحكم الثاني الخليفة الأموي. اقتطع لنفسه إمارة بطليوس بعد أفول الخلافة بقرطبة ، تمكن بنو الأفطس بعدها لبعض الفترات من تملك غرب إسبانيا وجزء من البرتغال. على مدى ثلاثة أجيال من الحكام عبدلله (1022-1045 م)، المظفر (1045-1065 م) ثم عمر المتوكل (1065-1094 م) تمتع هؤلاء بثقافة عالية وكانوا من رعاة الآداب والعلوم. كانت بينهم وبين بني عباد حكام إشبيليه حروب انتهت باستيلاء الأخيرين على جزء كبير من مملكة بني الأفطس. أصبحوا في نهاية أمرهم يؤدون الجزية إلى مملكة قشتالة Castilla إلى أن قضى عليهم المرابطين.
موقف على المتوكل على الله بن الأفطس
كان كل أمراء المؤمنين الموجودون في هذه الفترة يدفعون الجزية لألفونسو السادس Alfonso VI ومن معه إلا أمير مملكة بطليوس المتوكل ، كان لا يدفع جزية للنصاري ، فأرسل له ألفونسو السادس رسالة شديدة اللهجة يطلب فيها منه أن يدفع الجزية كما يدفعها إخوانه من المسلمين في الممالك الإسلامية المجاورة فأرسل له رسالة يقول فيها :
"وصل إلينا من عظيم الروم كتاب مدع في المقادير وأحكام العزيز القدير يرعد ويبرق ويجمع تارة ثم يفرق, ويهدد بجنوده المتوافرة وأحواله المتظاهرة ، ولو علم أن لله جنوداً أعز بهم الإسلام وأظهر بهم دين نبيه محمد عليه الصلاة و السلام ، أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ،ولا يخافون, بالتقوى يعرفون, وبالتوبة يتضرعون, ولئن لمعت من خلف الروم بارقة فبإذن الله وليعلم المؤمنين وليميز الله الخبيث من الطيب ويعلم المنافقين ، أما تعييرك للمسلمين فيما وهى من أحوالهم فبالذنوب المركومة .. ولو اتفقت كلمتنا مع سائرنا من الأملاك لعلمت أي مصاب أذقناك كما كانت آباؤك تتجرعه وبالأمس كانت قطيعة المنصور على سلفك لما أجبر أجدادك على دفع الجزية حتى أهدي جدك أحد بناته إليه ، أما نحن إن قلت أعدادنا وعدم من المخلوقين استمدادنا فما بيننا وبينك بحر نخوضه ولا صعب نروده, ليس بيننا وبينك إلا السيوف تشهد بحدها رقاب قومك وجلاد تبصره في ليلك ونهارك وبالله وملائكته المسومين نتقوى عليك ونستعين ليس لنا سوي الله مطلب ولا لنا إلى غيره مهرب وما تتربصون بنا إلا إحدى الحسنيين نصر عليكم فيا لها من نعمة ومنة أو شهادة في سبيل الله فيا لها من جنة ، وفي الله العوض مما به هددت وفرج يفرج بما نددت ويقطع بما أعددت ".
وختم رسالته وأرسلها إلى ألفونسو السادس Alfonso VI ، الذي لم يستطع أن يرد, وما استطاع أن يرسل له جيشا ليحاربه .
نهاية عهد بني الأفطس
عندما شعر المتوكل بأن المرابطين قد عظم امرهم حاول التودد و التقرب الى ألفونسو السادس فسلمه و اهداه لشبونه Lisboa و سينترا مما جعله يفقد شعبيته و توجيه النقد و اللوم عليه من قبل ملوك الطوائف ، و بدأ الأمن ينعدم شيئا فشيئا مما جعل المنصور بن المتوكل ينصح أباه بمغادرة المملكة و تركها للمرابطين و لكن المتوكل أبى أن يترك منصبه مما جعل المنصور يترك أباه و يتوجه الى ألفونسو ليعيش هناك .
لم يجدجيش المرابطين صعوبة في دخول بطليوس Batalius و السيطرة عليها و تم القبض على عمر المتوكل وولديه الفضل و العباس ، و سيقوا أسرى الى إشبيليه Sevillaحيث قتلوا في الطريق . ويذكر ان المتوكل طالب ان يقتل ولداه قبل قتله هو حتى لا يرى دموعهما و هم يشاهدان مصرعه .
حكام بنو الافطس
عبدالله المنصور 413ه -437 ه
محمد المظفر بن عبد الله المنصور 437 هـ - 461 هـ
يحيي المنصور بن محمد المظفر 461هـ - 464 هـ
عمر المتوكل 464هـ - 488ه

هناك تعليق واحد:

  1. مشكور,
    والله إبداع قد إثريت معلوماتي المتواضعة عن الأندلس

    ردحذف