الاثنين، 11 مايو 2009

الذكرى السنوية الـ 400 لطرد موريسكوس أورناتشوس ( بطليوس ) و إستقرارهم في الرباط

الصورة : بلدة أورناتشوس
12/ 05 / 2009- موقع بطليوس
تحيى أسبانيا الذكري السنوية الـ 400 لطرد نحو 300 ألف من الموريسكوس (وهم مسلمي أسبانيا الذين بقوا في ديارهم بعد سقوط الاندلس وأجبروا على اعتناق المسيحية) .
و قد تناولت الصحف الإسبانية هذه الذكرى و اعتبرتها ذكرى أليمة تعبر عن ظلم ووعنصرية تجاة مواطنين أسبان مسلمين أجبروا على تغييير هويتهم الدينية ومن ثم طردهم من ديارهم بغير حق .ومن هؤلاء المورسكيين الذين طردوا من أراضيهم ، موريسكوس أورناتشوس و يقدر عددهم بعشرة آلاف مسلم .
و تقع بلدة أورناتشوس Hornachosفي جنوب غرب إقليم إكستريمادورا وتتبع لمحافظة بداخوث ( بطليوس ) ، و كان لها موقع استراتيجي في زمن الطوائف حيث كانت بمثابة الحدود الفاصلة بين مملكة بطليوس Batalius التي كان يحكمها بنو الأفطس و مملكة طليطلة Toledo وحكامها ذوي النون .
بعد سقوط البلدة في يد المسيحيين الأسبان عام 1234 ميلادي عاش غالبية أهاليها مع المسيحيين وهاجر بعضهم الى مالقا Málaga و البعض الآخر الى غرناطةGranada .
وفي نهاية القرن السادس عشر XVI أحاط أهالي أورناتشوس البلدة بأسوار وجدران جعلت منها بؤرة من اهم بؤر الموريسكوس في إسبانيا .
وعندما أصدر فيليب الثالث Felipe III قرار طرد الموريسكيين من إسبانيا بتاريخ 9 / 4 / 1609و الذين كان يبلغ عددهم 300 ألف مسلم ، و بما أن تاريخ تنفيذ الطرد كان يختلف من منطقة الى أخرى فقد تم طرد موريسكوس أورناتشوس في عام 1610 ميلادي .
معظم المطرودين من" موريسكوس أورناتشوس " هاجروا الى الرباط و استقروا على الضفة اليسرى لنهر بورقراق الذي يمر بالرباط ، وكان إسمها حينذاك سلا الجديدة بينما كانت تسمى الضفة اليمنى بسلا القديمة ، ورغم ظهور الإختلاف في العادات و التقاليد بين المواطنين و القادمين الجدد إلا أن التعايش و الإحترام ساد بين الجانبين .
قام اهالي أورناتشوس ببناء أسوار تحيط بمدينتهم و تفصلهم عن السكان الأصليين ووصل الأمر في عام 1627 ميلادي بإعلان إستقلالهم في سلا التي أعلنوها جمهورية مستقلة ، و بقي هذا الامر لعدة سنوات و تم الإعتراف بهم من قبل دول كبرى مثل إنجلترا و فرنسا و ألمانيا و هولندا .
كانت جمهورية سلا صغيرة لا تنصاع لأمر من حكام المغرب و عمل أهلها في التجار و القرصنة في البحار و خاصة في مضيق جبل طارق الى أن سيطر عليها مولاي إسماعيل في القرن XVIII .
وكان اول حكامها إبراهيم برقش Brahim Vargas الذي ما زال أحفاده يعيشون لحتى اليوم ، و تعتبر عائلته " برقش " من العائلات الكبرى و العريقة في المغرب، وكان من آبائه آخر محافظ للموريسكيين في أورناتشوس قبل طردهم من إسبانيا .
و لم ينس الموريسكيون الذين ظلوا يحكمون الرباط حتى عام 1943 ميلادي بلدهم الأصل أورناتشوس حيث ولدوا ، و بقي الامل عندهم للرجوع يوما ما ، فحافظوا على مفاتيح بيوتهم و جمعوا الاموال إستعدادا لذلك اليوم.
ومن العائلات الهامة في تاريخ الموريسكسيين ، والتي ما زالت تلعب دورا في ازدهار الرباط عائلة نقسيس Naqsis التي كان لها نصيبا في حكم مدينة الرباط و عائلة سباتا Zapata و عائلة قرطبي Córdoba .
وفي عام 2003 تم العثور على مخطوطات عربية في بلدة أورناتشوس تعود للموريسكيين و ذلك أثناء ترميم أحد البيوت القديمة . ( للإطلاع على المزيد لهذا الخبر بالإمكان قراءة المقال المتعلق بذلك في نفس هذا الموقع و على الرابط التالي :
http://bataliusarabe.blogspot.com/2009/03/blog-post_17.html
وفي يومنا هذا هناك علاقات و روابط صداقة بين الرباط و بلدة أورناتشوس حيث يعمل الطرفان على مشروع الأخوة و الصداقة الذي سيتم تنفيذه بين عامي 2009- 2010 .
و قد زار بلدة أورناتشوس ممثلون عن بلدية الرباط و بصحبتهم بعض العائلات المغربية ذات الجذور الإسلامية ( موريسكيي أورناتشوس ) للتشاور و التنسيق للمشروع المزمع تنفيذه وكذلك العمل على ذكرى ال400 عام على طرد الوريسكيين من البلدة ، كما أكد محافظ أورناتشوس على ترسيخ الروابط التاريخية التي تربط بلدته بالعاصمة المغربية .